فصل: إعراب الآيات (19- 20):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (17):

{وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (17)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وهي للتقرير (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع خبر (بيمينك) متعلّق بمحذوف حال عامله الإشارة.
جملة: (ما تلك...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يا موسى...) لا محلّ لها اعتراضيّة، أو استئنافيّة لتأكيد النداء.

.إعراب الآية رقم (18):

{قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (18)}.
الإعراب:
(عصاي) خبر المبتدأ (هي) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. والياء مضاف إليه (عليها) متعلّق ب (أتوكّأ)، (بها) متعلّق ب (أهشّ)، (على غنمي) متعلّق بحال محذوفة من مفعول أهشّ أي ورق الشجر متساقطا على غنمي الواو عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (مآرب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أخرى) نعت لمآرب مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هي عصاي...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أتوكّأ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أهشّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أتوكّأ.
وجملة: (لي فيها مآرب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أتوكّأ.
الصرف:
(مآرب)، جمع مأرب أو مأربة بفتح راء الأول وتثليث راء الثاني وهو الحاجة، وهو الاسم من أرب بالشيء كلف به أو أرب إليه احتاج، والفعل من الباب الرابع، ووزن مآرب مفاعل بفتح الميم وكسر العين.
البلاغة:
- الإطناب:
في قوله تعالى: (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) كان يكفي أن يقول: (هِيَ عَصايَ)، ولكنه توسع في الجواب، تلذذا بالخطاب. ويمكن أن يقال أيضا إن هذا هو فن التلفيف، وهو فن طريف من فنون البلاغة. وحدّه: أن يسأل السائل عن حكم، هو نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها، كلها أو أكثرها، فيعدل المسؤول عن الجواب الخاص، عما سئل عنه، من تبيين ذلك النوع، ويجيب بجواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسؤول عنه وعن غيره، بدعاء الحاجة إلى بيانه. فقول موسى، جوابا عن سؤال اللّه تعالى له: (هِيَ عَصايَ) هو الجواب الحقيقي للسؤال. ثم قال: (أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) فأجاب عن سؤال مقدّر، كأنه توهم أن يقال له: وما تفعل بها؟
فقال معددا منافعها.
الفوائد:
- عصا موسى.
ذكر الله تعالى على لسان موسى بعض فوائد العصا، ولم يستقص سائر فوائدها.
وللعرب كلام لطيف في (العصا)، وحكم كثيرة، مما دفع الجاحظ إلى تأليف كتاب كامل سماه (كتاب العصا).
قال أبو نواس في شأن أهل مصر حين أوضعوا بالفتنة:
فإن يك باق إفك فرعون فيكم ** فإن عصا موسى بكفّ خصيب

وأورد الجاحظ قصة (عامر بن الظرب) حكيم العرب في الجاهلية، أنه لما أسنّ، وكانت له بنت من الحكمة بمكان، حتى جاوزت حكمتها (صحر بنت لقمان، وهند بنت الحسن، وخمعة بنت حابس).
فكان يطلب إلى بنته، إذا سمعته جاوز في حكمه، أن تقرع له بالعصا، ليعدل عما هو فيه. وقال الحارث بن وعلة:
وزعمتم أن لا حلوم لنا ** إن العصا قرعت لذي حلم

وقال الفرزدق:
فإن كنت إنساني حلوم مجاشع ** فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع

وقال المضرس الأسدي:
وألقت عصاها واستقر بها النوى

وقال سويد بن كراع الكلي:
فمن مبلغ رأس العصا ان بيننا ** ضغائن لا تنسى وان قدم الدهر

.إعراب الآيات (19- 20):

{قالَ أَلْقِها يا مُوسى (19) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (20)}.
الإعراب:
(ألقها) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت الفاء عاطفة في الموضعين (إذا) فجائية (تسعى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هي.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ألقها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يا موسى...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (ألقاها...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (هي حيّة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقاها.
وجملة: (تسعى) في محلّ رفع نعت لحيّة.
الصرف:
(حيّة)، اسم جامد للحيوان المعروف، وزنه فعلة بفتح الفاء، وقد أدغمت عينه مع لامه.

.إعراب الآيات (21- 24):

{قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (23) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (24)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة والسين حرف استقبال (سيرتها) منصوب على نزع الخافض، أي إلى سيرتها الأولى نعت لسيرة مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خذها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تخف...) في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها.
وجملة: (سنعيدها.....) لا محلّ لها تعليليّة.
22- الواو عاطفة (إلى جناحك) متعلّق ب (اضمم)، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة من فاعل تخرج، ومنع من التنوين لأنّه منته بألف التأنيث الممدودة (من غير) متعلّق بحال من الضمير في بيضاء (آية) حال ثانية منصوبة (أخرى) نعت لآية منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
وجملة: (اضمم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها.
وجملة: (تخرج...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية:
في قوله تعالى: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ).
أصل الجناح للطائر، ثم أستعير لجنب الإنسان، لأن كل جنب في موضع الجناح للطائر، فسميت الجهتان جناحين، بطريق الاستعارة.
2- الاحتراس والكناية:
في قوله تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ).
السوء: الرداءة والقبح في كل شيء، وكنى به عن البرص، كما كنى عن العورة بالسوأة، لما أن الطباع تنفر عنه والأسماع تمجه، وفائدة التعرض لنفي ذلك (الاحتراس) فإنه لو اقتصر على قوله تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضاءَ) لأوهم، ولو على بعد ذلك، من برص ويجوز أن يكون الاحتراس عن توهم عيب الخروج عن الخلقة الأصلية، على أن المعنى، تخرج بيضاء من غير عيب وقبح في ذلك الخروج، أو عن توهم عيب مطلقا.
23- اللام للتعليل (من آياتنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أن نريك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره آتيناك ذلك لنريك...
وجملة: (نريك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
24- (إلى فرعون) متعلّق ب (اذهب)، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف..
وجملة: (اذهب...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (إنّه طغى...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (طغى...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(سيرة)، الاسم من سار يسير، أو بمعنى الهيئة والطريقة، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(الكبرى)، اسم تفضيل وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين وهو مؤنّث أكبر.. مفرد وصف به الجمع وهو جائز ولو كانت في غير التنزيل جمعا لجاز أي كبر بضمّ ففتح أو كبريات.
(طغى)، فيه إعلال بالقلب أصله طغي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء غير المنقوطة لأنه ثلاثيّ أصل الألف فيه ياء.

.إعراب الآيات (25- 35):

{قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (35)}.
الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، والياء مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اشرح) فعل أمر دعائي..
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اشرح...) لا محلّ لها جواب النداء.
26- الواو عاطفة (لي) الثاني متعلّق ب (يسّر).
وجملة: (يسّر...) معطوفة على جملة اشرح تأخذ إعرابها.
27- الواو عاطفة (من لساني) متعلّق بنعت لعقدة.
وجملة: (احلل...) معطوفة على جملة اشرح.
28- (يفقهوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل.
وجملة: (يفقهوا...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تحلل عقدة لساني يفقهوا قولي..
29- الواو عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من أهلي) متعلّق بنعت ل (وزيرا).
وجملة: (اجعل...) معطوفة على جملة اشرح.
30- (هارون) بدل من (وزيرا) منصوب، (أخي) عطف بيان لهارون منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء... والياء مضاف إليه.
31- (اشدد) فعل أمر والفاعل أنت (به) متعلّق ب (اشدد).
وجملة: (اشدد...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
32- الواو عاطفة (أشركه) فعل أمر، والفاعل أنت، (في أمري) متعلّق ب (أشركه).
وجملة: (أشركه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اشدد..
33- (كي) حرف مصدريّ ونصب (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له أي تسبيحا كثيرا. والمصدر المؤوّل (كي نسبّحك) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (اجعل).
وجملة: (نسبّحك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
34- الواو عاطفة (نذكرك) مضارع معطوف على نسبّحك منصوب..
(كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر..
وجملة: (نذكرك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّحك.
35- (بنا) متعلّق ب (بصيرا) خبر كنت المنصوب.
وجملة: (إنّك كنت...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كنت بنا بصيرا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(وزيرا)، صفة مشبّهة من وزر الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعيل وهو إمّا من الوز وهو الثقل لأنّ الوزير يتحمل أعباء الملك، أو من الوزر وهو الملجأ، وقيل هو من المؤازرة وهي المعاونة.
(أزر)، مصدر سماعيّ لفعل أزر فلانا يأزره باب ضرب أي قوّاه، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
- التنكير:
في قوله تعالى: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي).
حيث نكّر العقدة، ليدل على أنه لا يسأل حل عقدة لسانه بالكلية، بل حل عقدة تمنع الإفهام، ولذلك نكرها ووصفها بقوله: (مِنْ لِسانِي)، أي عقدة كائنة من عقد لساني، وجعل قوله: (يَفْقَهُوا قَوْلِي) جواب الأمر، وغرضا من الدعاء، فبحلها يتحقق إيتاء سؤله عليه الصلاة والسلام.
الفوائد:
- أقسام كي:
كي الناصبة قسمان:
أ- كي المصدرية: وهي التي تدخل عليها اللام لفظا، نحو: (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ) وكي تكرمني.
ب- التعليلية: وهي لا تنصب بنفسها، لأنها حرف جر، وإنما تنصب الفعل ب (أن مضمرة) لزوما في النثر، وقد تظهر في الشعر نحو:
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ** لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

وإلى ذلك ذهب البصريون جميعا، أما الكوفيون فيرون أن كي تنصب الفعل، سواء تقدمها اللام أم لم يتقدمها.
وقيل بأنهم أجمعوا على جواز الفصل بينها وبين معمولها ب (لا النافية وما الزائدة) دون سواهما.